الجيولوجيا


علم الجيولوجيا وهو العلم الذي يدرس الصخور من حيث نشأتها وطريقة تكونها ومعرفة محتواها والعوامل المؤثرة.  كما يهتم بدراسة علم الصخور ودراسة كيفية تكونها ونموها وكيفية استقرار مجالها المغناطيسي المصاحب للمجال المغناطيسي للأرض. ويقسم علم الجيولوجيا الصخور إلى ثلاثة أنواع وهي: الصخورالرسوبية، والصخور النارية، والصخور المتحولة. وسوف نتناول الاحجاركعامل أساسي في بناء الحضارة المصرية القديمة.

دور"المنجم والمحاجر" في بناء الحضارة المصرية القديمة
      يقاس تقدم الأمم بمعايير كثيرة ومقومات متعددة تسهم في بناء الحياة فيها. ولقد أدرك المصري القديم منذ بداية تاريخه بل منذ عصور ما قبل التاريخ والتي تعرف بالعصور الحجرية مدى حاجته إلى الأحجار ليصنع منها أدواته ويبني منها مسكنه وقبره ومعبده وتماثيله وأوانيه- إلخ. كما أدرك كذلك مدى حاجته للمعادن مثل النحاس والذهب والفضة وغيرها ليصنع منها أدوات حياته اليومية وزينته.
    ويوجد في مصر في صحرائها الغربية والشرقية ومنطقة سيناء المحاجر الطبيعية المليئة بأنواع الصخور المختلفة من الديوريت والحجر الجرانيتي الوردي وأنواع صلبة من الحجر الجيري كما توجد أنواع المعادن المختلفة من البرونز والرصاص والحديد والنحاس والذهب استخدمت جميعها فى تجانس جميل لبناء المعابد والمقابر والأهرامات الخالدة.
وكان اكتشاف المصري للنحاس في أرض سيناء (في وادي المغارة وسرابيط الخادم يمثل نقلة كبيرة في حياته فانتقل من صناعة أدواته من الحجر إلى صناعتها من النحاس إلى جانب الحجر، وأصبحت تعرف هذه النقلة الحضارية باسم العصر الحجري النحاسي وليس أدل على ذلك من أدوات البداري ونقادة والتي تقف شاهداً على صناعة المصري لأدواته من النحاس.

      وأخذ المصري القديم يجوب الصحارى شرقاً وغرباً وجنوباً باحثاً عن معادن أخرى غير النحاس، فاكتشف بعد تجارب طويلة الذهب والفضة وغيرها واستثمرها مع النحاس في صنع الكثير من أدواته وأثاثه الجنزي كالتوابيت والأقنعة والحلي.
وفرضت متطلبات التنمية في المجتمع واتساع حجم نشاطه استخدام الأحجار والمعادن على نطاق واسع في كل جوانب الحياة اليومية والأخروية مما تطلب البحث عن المزيد من المناجم والمحاجر.
 وخرجت بعثات التعدين والتحجير على امتداد التاريخ المصري القديم تجوب الصحراوات المصرية تبحث عن مناجم ومحاجر وتستثمر ما فيها من أحجار ومعادن، حتى وصلوا إلى ما يربو من 200 منجم ومحجر حسب آخر إحصائية قام بها  "James A. Harrell" عام 1889م.
     وتزخر اللغة المصرية القديمة بمفردات تدل على المحاجر والمناجم وعلى أنواع الأحجار والمعادن، وتساعدنا الشواهد الأثرية من أحجار ومعادن على معرفة أقدم تاري لاستخدام هذا الحجر أو ذاك المعدن وموقع الحصول عليه وكيفية تعامل المصري القديم معه واستثماره.
مراحل تعامل المصري القديم مع الحجر والمعدن
      ولقد دلت الآثار المكتشفة على قدرة المصري القديم على استغلال ثرواته الطبيعية منذ عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية، فنجده في العصر الحجري القديم الأسفل يستخدم حجر الصوان بصورته الطبيعية دون تغيير ثم أقبل بعد ذلك على تهذيبه من أحد أطرافه ليستعين به في عمليات صيده والدفاع عن نفسه.
       وطور المصري القديم هذه الأدوات الحجرية فيما يعرف اصطلاحاً "بالشظايا" التي صنع منها آلاته كالمثاقب والمكاشط والتي عثر على نماذج منها في مواقع شتى في الصحراء الشرقية والغربية، وفي الطبقات الرسوبية قرب ضفتي نهر النيل، وفي الجبل الأحمر وجبل السلسلة وطرق الواحات.
     ثم تطور المصري القديم من مرحلة الشظايا إلى مراحل أخرى مروراً بالعصر الحجري القديم الأعلى "الليفلوازية المتضائلة" ثم الأدوات القزمية إلى أن وصل إلى العصر الحجري الحديث واحتاج إلى مزيد من الأدوات فاعتمد على أحجار أخرى كالكوارتز والبازلت، وبعدها اهتدى إلى المعادن فعرف النحاس والذهب وصنع منهما آلات صغيرة وأدوات الزينة.
     وبعدها دخل المصري القديم إلى العصور التاريخية ليبدأ احتكاكه بالحجر بصورة أقوى من ذي قبل خاصة مع تطور فكرة الخلود وحياة ما بعد الموت التي ينشدها والتي وجد غايته فيها من خلال الحجر لما يحمله من صلابة وصلادة، فاعتمد على الحجر الجيري فى البناء وصنع منه أول مقابر حجرية في التاريخ في جبانة عزبة الوالدة بحلوان، كما استخدمه في عتبات الأبواب والأعمدة وصناعة التماثيل وكذلك استخدم الجرانيت في رصف أرضية غرف أهرامات الجيزة ومعابدها الجنائزية، والمرمر والألباستر فى صناعة التوابيت والأواني، كما أنه استخدم المرمر في البناء في معبد الوادي للملك أوناس بسقارة وغيره من معابد سقارة، واستخدم الحجر الرملي في الأسرة الحادية عشرة في رصف أرضية معبد منتوحتب الثاني بالدير البحري، وكذلك في أعمدته وسقفه، وفي معابد الأقصر وأسوان.

ولم يغفل المصري القديم ثرواته المعدنية فقد تعامل مع النحاس فصنع منه رؤوس الفؤوس والأواني المنزلية، كالسكاكين، والمناشير، والأواني المنزلية، والمثاقب كما في مقبرة الملك "جر" بسقارة، كما أنه صنع منه التماثيل كتمثالي بيبيي الأول في المتحف المصري. وبالنسبة للذهب بدأ المصري القديم يتعامل معه في نهاية عصور ما قبل الأسرات حيث عثر على أزميل له يد ذهبي في نقادة وكذلك صنع منه الأساور والدلايات كالتي عثر عليها بمقبرة الملك جر، والمسامير الذهبية التي تزين تابوت زوسر بسقارة، وأيضاً حلي الملكة حتب حرس زوجة الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة، وزاد استخدامه بعد ذلك وليس أدل على ذلك مما تحويه المتاحف من حلي وتوابيت وغيرها من الأثاث الجنائزي المصنوع من الذهب الخالص

0 comments:

إرسال تعليق

أهم المواضيع