صا الحجر sAw

صا الحجر sAw 

تقع على الضفة الشرقية لفرع رشيد، على بعد 7 كم من مدينة بسيون. عرفت في اللغة المصرية القديمة باسم (ساو)، ثم حرفه الإغريق إلى (سايس)، ثم أضيفت في العربية كلمة (الحجر) إشارة إلى كثرة أطلالها الحجرية.
لقد كانت مدينة صا الحجر عاصمة الاقليم الخامس من أقاليم الدلتا مركزا دينيا هاما منذ عصر بداية الأسرات وتعتبر الالهة ( نيت ) هى المعبودة الرئيسية لهذة المدينة وقد شبهها الاغريق بمعبوداتهم أثينا وكانت تمثل على شكل سيدة ترتدى التاج الأحمر ةتحمل سهمين متقاطعين وقوس اشارة لدورها فى شق طريق فرعون عند خروجه للحرب وحمايته .
وقد اكتسبت هذه الآلهة شهرة خاصة في السحر والطب، مما جعلها إلهة حامية للأحياء، وكذلك للأموات، فهى إحدى الإلهات الأربع الحاميات اللائي يُحطن بالتوابيت وأواني الأحشاء. وجدير بالذكر أنه ينسب لهذه الإلهة اختراع فن النسيج، ولذلك كان لمقرها (صا الحجر) دورًا هامًا في العقائد الجنائزية، كما اعتبر مركزًا لتعليم الطب وفن النسيج.
أما من الناحية السياسية، فقد برزت صا الحجر ابتداءً من الأسرة الرابعة والعشرين، ثم أصبحت عاصمة لمصر كلها في الأسرة السادسة والعشرين، والتي تعرف بالعصر الصاوي نسبةً إلى (ساو)، وهو العصر الذي جاهد ملوكه من أجل استعادة مجد مصر القديم. ويتميز هذا العصر بالعودة إلى القديم والتمسك به خوفًا عليه من الضياع، فقامت حركة وطنية شملت اللغة والدين والفن، لإحياء التقاليد القديمة التي كانت شائعة في الدولة القديمة، فنجدهم يقلدون تماثيل هذه العصور من حيث الملابس والزينة وأوضاعها المختلفة، كذلك يقلدون الخط الهيروغليفي، وأساليب وموضوعات الرسم التي كانت مسجلة على جدران مقابر الدولة القديمة.
بدأت الحفائر في صا الحجر سنة 1850على يد "مارييت"، وكذلك في عام 1901 على يد "دارسى"، وتبع ذلك بعض الحفائر التي أسفرت عن اكتشاف عدة تماثيل نقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة، نذكر منها على سبيل المثال تمثالاً لكبير كهنة نيت(واح ايب رع)، وكان يعمل مديرًا للحدود وحاكمًا للصعيد، وتمثالاً آخر خاص بالمدعو (سماتاوى تف نخت)، من عهد الملك إبريس، وكان قائدًا للفرسان، وقائدًا للحدود الغربية والشرقية، وتوجد أيضًا بعض التماثيل من الأسرة السادسة والعشرين معروضة بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
كما وجدت بعض التماثيل طريقها للخارج، حيث يعرض بعضها الآن في متحف تورينو بإيطاليا، والأشموليان بأكسفورد، ومتحف اللوفر بباريس، ومتحف الفاتيكان بروما.
وقد زار هيرودوت هذه المدينة، وقدم وصفًا لكثير من مقابر ملوكها التي كانت داخل أسوار معبد الإلهة نيت، كما ذكر أيضًا المسلات والبحيرة المقدسة، ثم وصف الاحتفالات التي كانت تقام كل عام للإله أوزير في هذه المدينة.


نماذج من مطاحن ومهارس جرش الحبوب

أطلال حمام روماني في مدينة "سايس" صا الحجر

نماذج لتوابيت من الحجر من أطلال "سايس" القديمة صا الحجر

0 comments:

إرسال تعليق

أهم المواضيع