لم تكن الآلهة والمعبودات فى الأسكندرية مجرد معبودات مجردة أو مفاهيم وأفكار نظرية تجريدية، فقد كانوا هنا على الأرض، يعبدون فى المعابد ويتضرع إليهم من أجل المساعدة والإعانة والنجدة. ومن المعروف أن المصريين كانوا من بين أكثر الشعوب تديناً فى العالم. وقد عبروا عن خشوعهم وطاعتهم وتعظيمهم للمعبودات فى مظاهر عديدة متنوعة فى القرى والمدن وعواصم البلاد.
وكان الدين فى الاسكندرية دين للحياة ودين للأحياء، دين له أعياد وإحتفالات. ومن ناحية أخرى فان المعبودات فى الاسكندرية كان لها غرض رئيسي، فقد رفعوا الملك نفسه ليكون اله أو ابن اله. وقد قام البطالمة بتمصير آلهتهم وأوجدوا قرناء لهم فى عالم الآلهة المصري. وقد اهتم البطالمة بإقرار وإتخاذ المثير من نظريات نشأة الكون واللاهوت فى الديانة المصرية. وهكذا إستطاع الإغريق الحفاظ على آلهتهم، وعبادتها فى نفس الوقت كآلهة مصرية.
أما بالنسبة للمصريين فقد سمح مبدأ التغير الشكلى بعبادة الإله فى أى صورة. وقد عبدت الآلهة المصرية التقليدية أولاً بواسطة المصريين ثم الأغريق، وكان الإغريق أكثر اعتياداً على عبادة الآلهة فى الأشكال الآدمية. لقد عبد كل من المعبودات الاغريقية والمصرية داخل المدن إغريقية النشأة.
هذا وقد وحدت أو تساوت معبودات إغريقية عديدة مع المعبودات المصرية مثل آمون مع زيوس، تحوت مع هيرميس، حتحور مع أفروديت، إمحوتب مع اسكليبيوس ومونتو مع أبوللو.
لقد كان هناك العديد من البدع الدينية فى العصر البطلمي، فقد أراد بطليموس الأول أو سوتير أن يجتمع كل من اليونانيين والمصريين سوياً فى عبادة واحدة، لذلك قدم ثالوثاً من الآلهة مكوناً من سيرابيس وإيزيس وإبنهما حربوقراطيس. وكان هذا الثالوث مماثلاً للثالوث المصرى القديم المكون من أوزيريس وإيزيس وحورس. وكان سيرابيس هو مزيج أو إتحاد بين أوزيريس والعجل أبيس، صور على هيئة رجل ذو شعر مجعد، يونانى المظهر أكثر منه مصري.
0 comments:
إرسال تعليق