- كان اهل الشرق الادني القديم اول من اخترع الكتابة ووضع اسس لنظم التعليم يقول رالف لنتون بان الكتابة هي احي مخترعات دول الشرق الادني القديم وان فضلها واثرها اعظم بكثير من اكتشاف المعادن ومعرفة الزراعه فلولا الطرق الفنيه الخاصه بتسجيل وحفظ نتائج الملاحظات لما تيسر ظهور العلوم والمعارف الى حيز الوجود.
فقد ظهرت تباشير الكتابه منذ عصور ما قبل التاريخ في حوالي 3500ق.م. في حضارة الوركاء في بلاد النهرين ونقاده في مصر وحضارة عيلام في ايران وقد اطلق العلماء على هذه الكتابه الاخيره اسم "قبل العيلاميه" وكانت جميعها في البدايه كتابة تصويريه وقد ظهرت الكتابة في وقت واحد في كل من مصر وبلاد النهرين وتحتل الكتابة المصريه مجال السبق مع الكتابه المسماريه ولم يثبت حتي الان ايهما اقدم تاريخيا وان كانت الاثار المصرية التى تحمل كتابات مصرية أقدم تاريخيا باكثر من الف عام ومن هنا اعتقد كثير من الباحثين ان الكتابة المصرية اسبق وجودا من الكتابة المسمارية.
وكان اهل بلاد النهرين والمصريون القدماء والفينيقيون اول من اخترع الحروف الهيجائية كما كان المصريون القدماء واهل بلاد النهرين يميلون الى العلم والتعلم ويعرفون ما يجنيه المتعلم من ثمار التعليم ومن فائدة التعليم فكانوا اول من وضعوا النصوص التى تمثل المناهج الدراسيه كما حدثنا ديودور الصقلي الذي زار مصر في حوالى 95 ق.م. عن المناهج الدراسيه في مدارس المعابد المصرية وقد عثر على بقايا هذه المدارس حول المعابد كما ان المعابد الكبري كانت تضم مكتبات تحفظ فيها وثائق المعبد ومجموعة من النصوص مختلفة الاغراض ومنها ما يخص العلوم والمعارف المتعدده ومنها ما يخص التعاليم والاداب ومنها ما يخص الفنون ومن الادب السومري لدينا نصا مسماريا وصف تلميذ فيه طرفا من حياته المدرسيه بناء على اسئله وجهت اليه كما نعرف ان سرجون الثاني (722-705ق.م) انشأ مكتبة في نينوي وزاد هذه المكتبة وأسس أمثالها اولاده واحفاده وكان اكثرهم اهتماما بالثقافات القديمة وجمعها في مكتبات هو اشور بانيبال (668-626ق.م) و
- كان انسان الشرق الادني القديم اول من وضع الاسس العلميه لبعض المعارف التى توصل اليها فقد شهدت منطقة الشرق الادني القديم اولى المحاولات لتحويل المعرفه القائمه على التجربه والخبره الى نسق علمي في ميادين الرياضه والحساب والفلك ففي مجال الهندسة المعمارية ظهرت اولي السدود المستخدمه في التحكم في المياه وتخزينها في بلاد النهرين واليمن كما ظهرت اولى معجزات البناء الذي ترتكز فيه عشرات الالاف من اطنان الحجر على سقف غرفه صغيره في داخل الهرم الاكبر بالجيزة في مصر وكان يوجد في بلاد فارس ومصر الاطباء المتخصصون كما برع المصريون القدماء في فن التحنيط وفي مجالات اخري
- اهل الشرق الادني القديم اول من وضعوا اسس الفنون المختلفة في العمارة الدنياويه والدينية والجنائزية وفي النحت والنقش والرسم والتلوين والتطعيم ونري ذلك في البقايا الاثريه في العواصم الاشوريه القديمة وفي العواصم والاقاليم والجبانات المصرية القديمة، ويكفي ان نذكر ان من بين عجائب الدنيا السبع التى اشتهرت عند اليونانيين حتي القرن الثاني قبل الميلاد ثلاث منها في بلاد الشرق القديم : اهرام مصر، منارة الاسكندرية، زاقورة بابل وملحقاتها، كما ابدع انسان الشرق القديم في الفنون الاخري في الموسيقي والغناء والرقص بانواعه فكان المصريون القدماء اول من وضع النوته الموسيقية كما عني الفينيقيون بالموسيقي وانتشرت الاتهم الموسيقسة في جميع بلدان الشرق الادني القديم.
واخيرا فيما يخص النقطه الثالثة من اهمية دراسة هذا التاريخ العظيم لمنطقة الشرق القديم ان بلاد الشرق الادني القديم اول من وضع اسس العلاقات الدولية من ذلك ترى ان الصلات السياسية بين مصر وجيرانها في اسيا والبلاد المطله على البحر المتوسط وفي بعض المناطق في افريقيا كانت قائمة على قواعد واعراف متفق عليها وكانت لغة المراسلات الرسمية هي اللغة البابلية وكانت تعقد معاهدات صداقة بين مصر وتلك البلاد يؤكدها ارسال الهدايا مع رسل من الجانبين وعقد اواصر المصاهرات اذ ان ملوك بابل واشور وميتاني كانوا على حدود مناطق النفوذ الخاضعه لمصر في بلاد الشام وفضل الملوك المصريون ان يكونوا على صفاء معهم.
ويؤكد هذه المراسلات التى عثر عليها في تل العمارنه ورأس الشمرا وماري وبوغازكوي فعقد الملك حور محب معاهدة مع مورسيل الثالث ملك الحيثيين ضمنت له استقرار الامور على الحدود والمعاهدة التى وقعها رمسيس الثاني مع خاتوسيل في عام 1280 ق.م. وكان اصلها مكتوبا بالخط المسماري على لوح من الفضه وقد ترجم الاصل الى اللغة المصرية كما عثر على الاصل في حفائر بوغازكوي وهي تعتبر معاهدة سلام ودفاع ومساعدة مشتركة بينهما وايضا تعاهد على تفادي الحرب بينهما واحترام مناطق نفوذهما في مكان ما في شمال سوريا لا يمكننا التعرف عليه والا يعتدي احدهما على حدود الاخر ومعاونة احداهما الاخر في حالة اعتداء دولة اجنبية اهري على احدهما والتعاون ضد الثورات الداخليه وتبادل اللاجئين السياسين والفارين والتعهد بعودتهم الى بلادهم الاصلية دون ان يتعرضوا لاية عقوبة ، واديا القسم امام الف معبود حيثي والف معبود مصري ان يراعا تنفيذ بنود هذه المعاهدة كما عثر في حفائر رأس الشمرا على مجموعة من المراسلات الدبلوماسية التى تبادلها ملوك اوجاريت مع ملوك الحيثيين ومن بينها معاهدة صداقة عقدت بين ملك اوجاريت والملك الحيثي سوبيوليوما.
ومن رسائل تل العمارنة نعرف بعض قواعد البرتوكول المتبعه فعندما تولى امنحتب الرابع العرش ارسل اليه ملك خيتا رسالة تهنئة وكان من عادة ملوك ميتاني واشور وبابل ان تبدأ خطاباتهم بتحية الملك وزوجه ولكن ملك قبرص كتب الى امنحتب الثالث باعثا اليه بالتحيه ثم اضاف "والى اقاربك وخادماتك وابنائك وزوجاتك وابعث بتهاني اليك على عرباتك العديده وخيولك، كما ابعث ايضا بسلامي الى بلادك.
ولم تكن كل هذه المنجزات مجرد نتاج حضاري ظهر وانقرض في الحدود المحلية للمنطقة وانما كانت منجزات اثرت في غيرها من المناطق واستمر تأثيرها كأساس للتطور الحضاري فيما بعد.
وغدا ان شاء الله نستكمل اسباب دراسة تاريخ هذه الرقعه الجغرافيه الهامه من خلال لمحه جديده والله المستعان
0 comments:
إرسال تعليق