لمحه عن تاريخ الشرق الادني القديم ج 10

اليوم بمشيئة الله نستعرض منطقة اخر ي من مناطق الشرق القديم والتى ربما كانت اصغرهم من حيث التكوين والتاريخ واصعبهم من حيث التضاريس ولكن شاءت الاقدار ان تكون تلك البقعه اكبرهم من حيث حجم العلاقات الخارجية مع باقي مناطق الشرق الادني القديم مما جعلها ذان صيت وتأثير على كل مناطق الشرق القديم ولا يذكر تاريخ اي منطقة حضارية كبري من مناطق الشرق الادني القديم امثال مصر او بلاد النهرين او سوريا اوغيرها من المناطق الكبري بشئ من التفصيل او الاقتضاب الا ويظهر اسم هذه الرقعه متمثله في اشهر مملكة لهم الا وهي مملكة الحيثيين فحديثنا اليوم عن اسيا الصغري او الاناضول.

اسيا الصغري (الاناضول) هي موطن الحيثيين وهي هضبة عالية يبلغ ارتفاع احد قممها "ازيل داج" حوالي 9600 قدما ويمكن تقسيمها على النحو التالي:

القسم الشمالي الشرقي: وهو موطن الحيثيين الاصلي ويجري فيه نهر الهاليس واهم مدينة تقع في هذا القسم هي خاتوساس وهي اليوم بوغازكوي (على بعد 90 ميلا شرقي انقره)و

القسم الشمالي الغربي: ويحده شرقا مياه نهري سانجاريوس وهاليس واهم مدينة تقع في هذا القيم هي انقرة.

القسم الثالث: الاراضي الواقعه بين السهول الوسطي وبحيرات بيسيديان.

القسم الرابع: فيقع عند اسفل مرتفعات طوروس الشماليه

يرجع اقدم تاريخ لتلك المنطقه الى الالف السابع قبل الميلاد حيث توافدت هجرات عديدة الى تلك البقعة وسكنت مناطق متفرقه منها وعرفهم علما الاثار وتاريخ غرب اسيا بمسمي قبائل ما قبل الحيثيين

وعرفت هذه المنطقة العصور الحجرية القديمة (العصر الحجري القديم - العصر الحجري الوسيط - العصر الحجري الحديث) وبدأ عصر استخدام المعادن في هذه المنطقة وخاصة النحاس في نهاية الالف السادسة قبل الميلاد والالف الخامس قبل الميلاد

اما الحيثيين فوفدوا الى هضبة الاناضول على الارجح في بداية الالف الثاني قبل الميلاد من موطنهم في اواسط اسيا الى الشرق من البحر الاسود وانهم فرع من فروع الهجرات الهندو-اوربية واصبحوا في القرن الاخير من الالف الثاني قبل الميلاد قوة مدت نفوذها على ما جاورها من البلاد.

وقد قسم العلماء العصور التاريخية للمملكة الحيثية الى فترتين:

عصر الدولة القديمة (من حوالى 1600 ق.م. الى حوالى 1450 ق.م.) وفي هذه الفترة نجح ملوكها في توحيد البلاد المتفرقة على المستوي الداخلى تحت سيطرتهم واتجهوا الى الغزوات الخارجية فاستولوا على شمال سوريا واتجهوا ايضا الى جنوبها وقضوا حوالى عام 1530 ق.م. على حكم اخر ملوك الدولة البابلية القديمة وثبتوا للعالم القديم حينذاك ( الاشوريين والحوريين الميتانين) مدي قوتهم.

وانتهي عهد هذه الدولة بالتنازع الداخلي للبلاد وما ترتب عليه من فقدان الحيثيين لمناطق النفوذ الخارجي الا وهي مقاطعات شمال سوريا وعادة قوة المملكة الحوية ثانية.

عصر الامبراطورية الحيثية (من حوالى 1380 ق.م. الى حوالى 1190 ق.م.) و:

في تلك الحقبة حدثت اكبر التطورات السياسية للملكة الحيثيين على الصعيد الخارجي ففي بداية هذه الحقبة اعاد ملوكها السيطرة على الجزء الشمالي من بلاد الشام على يد ملكهم شوبيلوليوما وفي تلك المرحلة ارسل ملوك الشام الموالين لمص الرسائل يحذروهم من خطر الحيثين وهذه الرسائل هى التى تعرف برسائل العمارنة والتى وجهت الى املك المصري اخناتون

وبمرور الوقت سيطروا الحيثيين على الميتانين (الذين كانوا يحكمون جنوب بلاد الشام) وظلت الامور كذلك حتي عصر الملك مواتلي الحيثي والذي بسط نفوذه اكثر واكثر في منطقة الشرق الادني القديم وفي عهده حدث اول صدام مع الملك رمسيس الثاني المصري في تلك المعركة الشهيرة باسم معركة قادش والتى دارت رحاها على الاراضي السورية في بلدة قادش على نهر العاصي ورغم ان رمسيس الثاني ادعي الانتصار في هذه المعركة الا انه سرعان ما اعترف بخسائره وعاد مسرعا الى مصر.

وظلت الاجواء الخارجية ما بين مصر والحيثين على هذا النحو حتي عهد المل الحيثي خاتوسيليس الثالث (من حوالى 1282 ق.م. حت حوالي 1250 ق.م.)

والذي رأي سرعة عقد معاهدة مع الملك المصري رمسيس الثاني بعد هذا الصراع الذي دام سنوات وذلك نتيجة تطور الاحداث الداخلية والخارجية بالنسبة للحيثين على حد السواء (فعلي الصعيد الداخلي كان هناك مأمرة على خاتوسيليس للاستيلاء على ملك البلاد اما على الصعيد الخارجي فكانت قوة اشور الناشئة بدأت في التعاظم مما يصعب على الملك الحيثي الصراع في اكثر من جبهه احداهما داخلية والاخرايتان خارجية متمثلة في مصر واشور) وتعتبر هذه المعاهده والتى تمت بين مصر والحيثيين هي اقد المعاهدات من هذه النوعية ونقشت النسخة الحيثية من المعاهدة على لوحة من الفضة.

وكتب نص هذه المعاهدة على لوحة اقيمت بمعبد الكرنك وعثر على نسختين من المعاهدة على

لوحين من الطين المحروق في حفائر بوغازكوي في عام 1906 مكتوبان باللغة المسمارية.

وبعد عهد الملك الحيثي خاتوسيليس الثالث تدهورت حالة البلاد على عهد اثنين من خلفائه في الوقت الذي شهدت فيه غرب اسيا تحركات مريبة من شعوب البحر والت كانت شوكتهم قد بدأت ان تقوي وكانوا يبحثون عن مناطق نفوذ لهم في الشرق الادني واسيا فقضوا على الحيثيين وغيرها من دول اسيا الصغري واستولوا على قبرص ونزلوا في شمال سوريا ووصلت شعوب البحر في ذلك الوقت الى حدود فلسطين متجهين نحو الحدود المصرية.

وبعد ان قضت شعوب البحر على مملكة الحيثين في عام 1200 ق.م. اضطر الشعوب الحيثية الى الفرار الى سوريا وابتداء من هذه اللحظه اصبح سكان غرب وجنوب هضبة الاناضول من الاخيين والطرواديين.

وغدا ان شاء الله مع لمحه اخري في تاريخ هذه البقعة الغالية والله المستعان

0 comments:

إرسال تعليق

أهم المواضيع