لمحه عن تاريخ الشرق الادني القديم ج 9

اليوم بمشيئة الله نلقي الضوء على منطقه اخري من مناطق الشرق الادني القديم الا وهي ايران، وفي حقيقة الامر تعتبر منطقة ايران للدارس في تاريخ الشرق الادني القديم من اصعب المناطق ان لم تكن اصعبهم على الاطلاق وذلك لانها ذات طبيعة خاصة جغرافيا وكذلك ذات طبيعه عرقيه متداخله ففي بلاد فارس القديمة او ايران توافدت العديد والعديد من المجموعات البشرية والقبائل والبلدان التى تنتمي لجهات وعناصر مختلفة وظهرت على الهضبة الايرانية مجموعة دويلات واخذت تتجازب اطراف الحكم مدا وجزرا فيما بينها ولكن ذلك لم يكن حائلا لظهور حضارات ما قبل التاريخ بها في الالف الخامس قبل الميلاد وتطور المراحل التاريخية بها مثلما كان الحال بالنسبة لحضارة العراق القديم وحضارة مصر القديمة ولكن سنلاحظ عليها المزيد من التداخل في احداثها الداخليه وكذلك علاقاتها الخارجيه وسوف احاول في سطور معدوده تبسيط هذه المراحل حتي يتسني للكثير فهم الشئ قليل عن هذه المنطقة.

يتكون القسم الاكبر من ايران من ارض واسعه تحيط بها سلاسل من الجبال الشاهقة من كل جانب فتحدها من الناحية الشرقية جبال سليمان (القوقاز) وتحيط بها من الشمال جبال البرز والتى تطوقها كالسلسلة من الشرق الى الغرب وتحدها من الغرب جبال كردستان او زاجروس (كما يسميها الاوربيون) ومن الجنوب بعض الجبال وبحر عمان.

وتعد الهضبه الايرانية جسرا يربط بين الاجزاء الشرقية والغربية من اسيا وقد اكسب هذا الموقع ايران اهمية خاصة عبر التاريخ فقد كانت غير ان الطريق الوحيد الذي يربط اجزاء اسيا مع بعضها البعض وكذلك ربطها بممالك بحر العرب واوربا في الازمنة التى لم يكن فيها عبور البحر سهلا يسيرا ممكنا.

وقد كتب الكثيرون من الرحالة اليونان والرومان عن حضارة ايران القديمة مثل هيكاتيه المالتي وهيردوت وغيرهم من الرحالة فضلا عن الماده الاثرية الضخمة التى خلفها لنا سكان هذه البلاد والتى توصل اليها معول الحفار واستطاع ان يظهر ويبين ويفسر لنا جوانب تاريخ هذه المنطقه.

واذا اردنا ان نعرض وبسرعه شئ عن المراحل التاريخيه لمنطقة ايران القديمة يمكن ذلك بشئ من التبسيط على النحو التالي:

-اثار العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث (الاسفل والاوسط والاعلى)و اثار العصر الحجري الوسيط واثار العصر الحجري الحيث وقد قام جهير شمان (وهو اشهر من وضع الملامح الاولي لحضارة هذه البلاد) بتقسيم العصر الحجري الحديث الى ثلاثة اقسام طبقا لما عثر عليه من اثار تعكس مدي التقدم والرقي لهذه المنطقه بداء من الالف الخامس قبل الميلاد حتي الالف الثالث قبل الميلاد وهي على النحو التالي:

فترة سيالك الاولي: (تقع سيالك في شمال ايران وجنوب شرق طهران) وهي التسمية التى اطلقت على اقدم الطبقات التى تدل على استقرار الانسان في تلك المنطقة وهي ترجع الى الالف الخامس قبل الميلاد وفيها عرف الانسان الزراعة وتربية الحيوانواستخدام الفخار المصنوع باليد ودفن موتاهم تحت ارضية مساكنهم.

فترة سيالك الثانية: ترجع هذه الطبقة الى الاف الرابع قبل الميلاد وعرف فيها الانسان تشيد المساكن من الطوب المصنوع باليد وتقدمت صناعة الفخار واصبح مزينا برسوم واستخد انسان هذه المرحلة عجلة الفخار في الصناعه.

فترة سيالك الثالثة: وتشغل الجزء الثاني من الالف الرابع قبل الميلاد وكانت اكثر تقدما وتطورا من المرحلة السابقة.

-العيلاميون: هم جماعة من اصل اسياني او من سواحل الخليج ولم ينحدروا من عائلة سامية او هندواوربية ويضعه العلماء ضمن مجموعة الشعوب التي تتحدث اللغات القوقازية وقد وضعوا هذه الجماعة الاسس الحضارية الاولي لحضارة ايران والتى تساعدنا على فهم تاريخ هذه المنطقة وذلك في فترة الالف الثالث والثاني قبل الميلاد حيث انه في تلك الفترة (التى امتدت 2000 عام) لم تظهر اي وحدة تجمع قبائل تلك المنطقة مع بعضها البعض سوي عيلام

وينقسم تاريخ العيلامين الى قسمين:

-عصور ما قبل التاريخ وتشمل اثار عديده من مناطق عده ترجع للالف الثالث قبل الميلاد واشهرها حضارة سوسه.

-العصور التاريخية لعيلام والتى يمكن تقسيمها الى ثلاثة اجزاء:

1- عصر عاصر فيه تاريخ عيلام تاريخ السومريين والاكديين في بلاد النهرين (منذ اقدم العصور حتي 2225 ق.م.)

2-عصر عاصر فيه تاريخ عيلام تاريخ بابل (من حوالى 2225 الى حوالى 745 ق.م.)و

3-عصر عاصر فيه تاريخ عيلام تاريخ اشور (من حوالى 745 الى حوالى 645 ق.م.)و

- ثم تلى العيلاميون هجرات هندوا ايرانيين (الاريين) الى هضبة ايران (غالبا بدأت التحركات في النصف الثاني من الالف الثاني قبل الميلاد وكذك الالف الاول قبل الميلاد) وتقسمت هذه المجموعات في ايران الى ثمانية شعوب اربعة منهم كبار واربعة منهم صغار كانوا ذات تأثير كبير على تاريخ هذه المنطقة

فالاربعة اجناس الكبار هم: السكيثيون والكميريون والميديون والفرس الاخمينين وقد لعبت هذه الاجناس الاربعة دورا رئيسيا في تاريخ ايران في الالف الاول قبل الميلاد.

اما الاربعة اجناس الصغار والذين اثروا في تاريخ تلك المنطقة ايضا هم اللولبيون والمنايون والاورارتيون واللوريستانيون

وظلت دولة الفرس الاخمينين هي الاقوي على الاطلاق في منطقة ايران وهي التى اسست دولة قوية مترامية الاطراف لها امتدت الى الكثير من مناطق الشرق الادني القديم وذلك حتي دخل الاسكندر الاكبر ايران واستولي على دولة الفرس هناك كافة وكان ذلك في 325 ق.م. (اي قبل وفاة الاسكندر الاكبر في بابل بعامين في 323 ق.م.) وبالتالي لم تعمر امبراطورية فارس اكثر من قرنين من الزمان وتحولت هذه المنطقة بعد ذلك الى ولاية اغريقية عرفت باسم سلوقيا نسبة الى القائد الاغريقي الذي كان حاكما عليها بعد وفاة الاسكندر.

(ملاحظة: في اثناء الحكم الاغريقي لبلاد فارس كان هناك فرع من الفرس قد ظل يحكم في البلاد كحكام اقطاعيين وعرفوا باسم البارثيون ونجح احدهم وهو بابك ابن ساسان في توحيد ايران مره اخري وتأسيس مملكة الساسان التى كانت عاصمتها طيسفون في بلاد النهرين وانتهت دولة الفرس الساسان بالفتح الاسلامي عند منتصف القرن السابع الميلادي) و

وغدا ان شاء الله تعالى نطل على تاريخ هذه الرقعة الغالية بلمحه اخري عن منطقة اخري بها والله ولي التوفيق

0 comments:

إرسال تعليق

أهم المواضيع