ولدينا سؤال يحتاج الى اجابه، ما هي اهمية دراسة تاريخ الشرق الادني القديم وحضاراته؟؟؟ ترجع هذه الاهميه الى النقاط التاليه:
اولا: انها منطقه يتوافر فيها اقدم الاثار والوثائق التاريخيه التى تخص حياة انسان الشرق القديم واطولها بقاء في الزمن واكثرها كما وتنوعا وليس هناك من رقعه جغرافيه اخري في العالم توافر فيها مثل هذا السجل الحضاري الذي حرص انسان الشرق الادني على تدوينه ليكون سجلا مطردا استمر اكثر من خمسة الاف سنه وربما اكثر بكثير، كما ان المنطقه لاتزال تحتفظ في باطن ارضها بالكثير من الاثار والوثائق التى لم يكشف عنها معول رجال الحفائر حتي الان.
ثانيا: انها منطقة نشوء للحضارات القديمه، فظهر فيها حتي الان اولي واقدم الحضارات التى عرفنها عنها معظم او اغلب مظاهرها نظرا لاصالتها فكانت مهدا حضاريا توصل فيه انسان الشرق الادني الى اقدم المعارف والخبرات التى سبق بها اقرانه من اصحاب الحضارات القديمه الاخري مثل حضارات : بحر ايجه واليونان والهند والصين واليابان وكوريا والمكسيك والمايا واليوقاطيه والاندي (الاربعه الاخيره في امريكا الوسطي والجنوبيه).
ثالثا: خلف انسان الشرق الادني القديم للاجيال التاليه تراثا حضاريا غنيا بالنظم الاداريه والاجتماعيه والاقتصاديه والافكار الدينيه والمعارف في الحياه الثقافيه والعلميه واساليب التعليم والابداع في الحياه الفنيه والتنوع في مجال العلاقات الخارجيه ولا نزال جميعا نشعر بقيمة هذا التراث وهذه المنجزات الحضاريه فالشواهد الاثريه خير دليل على ذلك.
ويمكن تفصيل هذه النقطه بعض الشئ نظرا لاهميتها على النحو التالي:
- كان انسان الشرق الادني القديم اول من انشأ والف الحياه المدنية ذات الحكومات واول من وضع اسس لنظم الحكم والادارة وتطور بهذه النظم من بداياتها الفرديه التى تقوم على المسانده من جانب المعبودات واكتساب الحق المقدس للحاكم حتي وصلت الى تحديد ما على الحاكم وما على كبار رجال الدولة من مسئوليات وواجبات، وقد ظهر هذا الاتجاه في مصر في عهد الملك تحتمس الثالث (1504 -1450)
وذلك عندما نقرأ وصايا هذا الملك لوزيره رخميرع يوم اسند اليه منصب الوزاره ورسم له التريق الذي يجب ان يسير عليه وهي وصايا وتوجيهات لم تكن دستورا صالحا لعصرها فقط بل صالحه لكل زمان ومكان وفيها تحليل نفسي للشعب والصله التى يجب ان تكون بين الحاكم والمحكوم.
-وأول من فكر في الديانه والمعتقدات في الدنيا والاخره وما على الانسان ان يقوم به تجاه المعبودات وما يجب عليه ان يتبعه من مبادئ وقيم في الحياه وظهر هذا الاتجاه في مصر في نصوص كتاب الموتي والنصوص الدينيه من الاسره الثامنه عشر (1580-1320ق.م) وتبين فصول هذا الكتاب فكرة الحساب والمسئوليه امام الارباب في عالم الاخره.
-وأول من وضع النظم الاجتماعيه فظهرت اول مجموعة قانونيه متكامله تنظم القيم الجماعيه والعرف والتقاليد والعلاقات في بلاد النهرين في عهد حمورابي (عام 1792-1750ق.م) وتشريعات حور محب في مصر (1339-1314ق.م)
-اول من وضع النظم الاقتصاديه وتطور بمعارفه في مجال الزراعه والصناعه والتجاره ويذكر بعض المؤرخيين ان اليمنيين قد انشؤوا مئات السدود والخزانات وانهم اول من فكر في اقامتها وكان اعظمها سد مأرب وذلك لتنظيم عملية ري الاراضي ومنعا لحدوث فيضانات نتيجة للامطار التى كانت ينتج عنه سيولا مدمره كما اعتني اليمنيون بزراعة النباتات النادره والحبوب المختلفه والفواكه واشتهر اهل الشرق الادني القديم بعدة صناعات اصبحت لها شهره عالميه مثل صناعة البردي في مصر والنسيج في سوريا كما كان الفينيقيون من اقدم الشعوب الملاحيه التى عرفها العالم القديم بل ربما كانوا اقدرهم فكانوا يحملون منتجات الشرق الادني القديم الى مختلف انحاء العالم القديم فوصلت سفنهم التجاريه الى موانئ البحر المتوسط وموانئ ابعد من ذلك هذا بالاضافه الى تأسيسهم للمدن والمراكز التجاريه في شمال افريقيا وفي جميع البلدان المطله على البحر المتوسط.
وحتي لا اطيل عليكم ففلحديث بقيه ان شاء الله غدا مع لمحه اخري تستكمل لمحة هذا اليوم عن هذه الامجاد العظيمه.
0 comments:
إرسال تعليق